مـاذا تـــعــرف عـــن الـــجــن ......و عــــالــــم الــجــــــان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

تسمية الجن بهذا الاسم:

قد سمي الجن جناً لاجتنا نهم وهو بمعنى ألاستتاره ،وعدم ظهورهم للناس ، لأن الاجتنان هو ألاستتاره وهو مأخوذ من جن الليل إذا أظلم ، فستر الأشياء بظلامه ، مثلما سميت جنة النعيم لأنها تستر بأشجارها الكثيرة الملتفة، كما سميي الجنين في بطن أمه جنيناً لاستتاره ببطن أمه وعدم ظهوره، لقوله تعالى : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم }.

الأدلة على وجودهم:

قوله تعالى : { خلق الإنسان من صلصال كالفخار () وخلق الجآن من مارجٍ من نار }.
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: { ما من أحد إلا وقد وكل به قرنه من الجن، قالوا :وإياك يا رسول الله، قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير}. أخرجه المسلم .
بالإضافة إلى الآثار الدالة على وجود الجن والشياطين الكثيرة جداً

ومنها:

الصرع الذي لا يكاد يخلو منه زمان ولا مكان، منذ فجر التاريخ،ونقصد بالصرع ما كان سببه الأرواح الخبيثة وهي أرواح الشياطين ذاك الصرع الذي وقف الطب حتى في أيام تقدمه وقف حياله لا يبدي ولا يعيد، فإنه أثر من أثار الجان والشياطين ودليل قاطع على وجودهم.
بالإضافة لتكلم الجان على لسان الشخص الذي يحل فيه، ويتلبس به، وإخباره بأمور أو حتى بلغات لم يكن الإنسان المصاب يعرفه .

وجوب الإيمان بوجود الجن والشياطين:

بعد سرد الأدلة القطعية والعقلية والفعلية أصبح الإيمان بوجود الجن والشياطين واجباً حتماً كون الإيمان بعالم الجان كالإيمان بالملائكة التي هي الركن الثاني من أركان الإيمان، كما أنها جزءاً من عقيدة المؤمن لا يتجزأ، وعدم التصديق بهم يعد فيه أخلاء لعقيدة المؤمن وكفراً صريحاً، لأن فيه تكذيب لأدلة الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام.

بعض المعلومات العامة عن الجن والشياطين:

1/ مادة خلق الجن:

الجان هو أبو سائر الجن، وهو مخلوق من مادة النار المعروفة، وكان خلقهم قبل خلق الإنسان لقوله تعالى : {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإٍ مسنون () والجآن خلقناه من قبل من نار السموم }
ولكن يبقى سؤال في ما يتعلق بسنة خلق الجان وذريته إذا كانت كسنة خلق الإنس وذريتهم، آي هل كان الجان الأول خلق من نار وأولاده خلقوا بطريقة أخرى كالتناسل؟ محتمل والله أعلم.

2/ هل بين الجن والشياطين فرق؟

نعم إن بين الجن والشياطين فرقاً كبيراً، فللجن نوعان: شياطين لا خير فيهم البتة ، والجن منهم الصالح ومنهم الفاسد، حالهم كحال الناس منهم البار ومنهم الفاجر، منهم المؤمن ومنهم الكافر، بيد أن الشياطين أصلهم من الجن ، وذلك لأن إبليس كان من الجن لإخبار القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى: { إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه }، ولما إبليس الشيطان، وطرد من الرحمة الإلهية، وانقطع من الخير فيهم كلية، كانت ذريته مثله بحكم الوراثة، لا خير فيهم أصلاً ، لا يعرفون إلا الشر ، ولا يدعون إلا إليه ، وقد أثبت القرآن العظيم هذه الحقائق كلها إذ جاء فيه إن من الجن شياطين ، ومن الإنس شياطين ، قال تعالى في سورة الأنعام: { شياطين الإنس والجن يُوحى بعضهم إلى بعضٍ زُخْرُفَ القولِ غُرُوراً } ، كما جاء فيه أن من الجن صالحين وذلك في قوله تعالى في سورة الجن : { وأَنَّا منَّا الصالحون ومِنَّا دُونَ ذَلِك }.

3/ الجن يتوالدون:

لا شك أن الجن والشياطين تتم بينهم عملية التوالد بحسب طبيعة خلقهم وتكوينهم ، وأن لهم سنة في ذلك يتم بحسبها وجود ذرية لهم ، كما تتوالد سائر الأحياء ، كل على نظام السنة التي جعلها الله تعالى له ، والشاهد على ذلك دليل قوله تعالى : { أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا } والشاهد هنا هو النهي عن اتخاذ إبليس وذريته أولياء .

4/ افتقار الجن إلى الغذاء:

إن الجن مفتقرون إلى الغذاء المناسب لذواتهم كافتقار سائر الحيوانات والنباتات لأغذيتها المناسبة لها ، والدليل على هذه الحقيقة : ما صح من أن الجن سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاد فقال لهم : ( كل عظمٍ يذكر بسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً ) لذلك نهى الرسول عليه السلام عن الاستجمام بالعظام، وقال ( إنه طعام إخواننا من الجن ) ، كما نهى عن الأكل بالشمال والشرب بها وعلل ذلك بأن الشياطين يأكلون ويشربون بشمالهم ، فثبت بهذه الأحاديث الصحيحة المخرجة في البخاري والمسلم بأن الجن والشياطين يأكلون ويشربون ، وذلك لأجل التغذية اللازمة لهم حسب ذواتهم والطبيعة التي خلقهم الله تعالى عليها.

5/ هل الجن والشياطين يتشكلون:

لا شك في أن الجن كالشياطين يتشكلون بأشكال مختلفة ، ويتلونون تلوناً كبيراً ، وهذا مما يدل عليه دليل السمع ، والمشاهدة ، وهو من الممكنات الجائزة عقلاً ، إذ تصور وجودها لا يوجب تناقضاً عقلياً أبداً .
ومن الأخبار الدالة على تشكل الجان بأشكال متعددة ما يلي:
1_ مجيء الشيطان إبليس إلى دار الندوة في مكة المكرمة ورجال قريش مجتمعون فيها للتشاور في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ودعوته الإسلامية التي أظهرها فيهم ، فتحيروا لها ، وعظم عندهم أمرها ، فاجتمعوا يبحثون عن تخريج لهم منها ، ولو كان قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، أو حبسه ، أو نفيه ، فهم كذلك حتى دخل عليهم الشيطان في صورة رجل كبير محترم من رجالات نجد ومشايخها الموقرين ، وشارك في اجتماعهم ، ومداولاتهم ، ورجح لهم اقتراحاً حاز أغلبية الأصوات وهو أسوأ اقتراح تقدم به إنسان وأقبحه ، وأكثر شراً وفساداً ، ألا وهو الحكم بقتل الرسول صلى اله عليه وسلم.
فهذه الحادثة متواترة لا مجال للشك فيها فضلاً عن إنكارها وجحودها.
2_ تشكل جان من جنان المدينة المنورة في صورة حية ، لما روى مسلم أن أبا سعيد الخدري قال : كان فتى منا حديث عهد بعرسٍ ، فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق ، فكان ذلك الفتى يستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار، فيرجع إلى أهله ، فاستأذنه يوماً ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قُريظة ) فأخذ الرجل سلاحه ، ثم رجع ، فإذا امرأته بين البابين قائمةً ، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها به ، وأصابته الغيرة ، فقالت له : ( أكفف عليك رِمحك ، وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني؟ فدخل فإذا بحية عظيمةٍ منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ، ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه ، فما يدري أيهما كان أسرع موتاً ؟ الحية أم الفتى ؟؟ رواه المسلم.
وعلى أثر ذلك فأن الجن والشياطين يتشكلون ، كما تتشكل الملائكة ، وننبه إلى أنه لم يثبت لدينا خبر صحيح عن كيفية تشكل الملائكة والجان والشياطين ،غير أنه لا يبعد أن يكون الله تعالى قد علمهم أسماء يدعونه بها ، أو كلمات يقولونها فيتم لهم ذلك التشكل على الصورة التي يريدونها ، في حدود ما أذن لهم الله به ، بدليل أن الشيطان لا يقدر على التمثل بصورة الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله عليه الصلاة والسلام : ( من راني فقد راني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي) متفق عليه.

6/ أين يسكن الجان ؟

الغالب في الجن والشياطين أنهم يسكنون الخرائب ، والحشوش ، والمزابل ، والقمائم ، لحديث أبي داود : ( إن هذه الحشوش محتضرَة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث)
ومن هنا كانت الشياطين تنزل على أخباث الرجال و النساء من أهل الآثام والأفاكين ، الملوثين بالذنوب ، والجرائم العظام ، قال تعالى في سورة الشعراء : (هل أُنبئكم على من تنزَّلُ الشياطين () تنزَّلُ على كل أفَّاكٍ أثيمٍ يُلْقُونَ السمع وأكثرهم كاذبون ).

7/ هل الجن تسترق السمع من الملأ الأعلى؟

نعم ، إن الله تعالى أعطى الجن والشياطين قدرة على العروج إلى الملكوت الأعلى ، فلذا هم يعرجون كما تعرج الملائكة من الأرض إلى السماء ، ويسترقون السمع من الملائكة ، ويهبطون إلى الأرض ، ومن كان له ولي من الإنس_السحرة_ يقضي به إليه ، ليحدث به الناس ، فيفتيهم ويغويهم ، ويشهد لهذه الحقيقة ويثبتها ما قصه الله تعالى في كتابه ، وحكاه عن الجن أنفسهم في قوله من سورة الجن: ( وأنا لَمسنا السمآء فوجدناها مُلِئت حرساً شديداً وشهبا () وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمعِ فمن يستمعِ الآن يجد لهُ شِهَاباً رصداً () وأنا لا ندري أشرٌّ أُرِيد بمن في الأرضِ أم أراد بهم ربُّهُم رَشَداً ) .

8/ الجن أقل قدراً وأدنى كرامة من الإنسان:

إن الجن حتى الصالحون منهم لأقل قدراً ، وأدنى كرامة ، وأنقص شرفاً من الإنسان ، إذ قرر الخالق عز وجل كرامة الإنسان ، وأثبتها في قوله في سورة الإسراء: ( ولقد كرمنا بني ءادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) ، ولم يثبت مثل هذا التكريم للجان لا في كتاب من كتب الله ، ولا على لسان رسول من رسله عليهم السلام ، فتبين بذلك أن الإنسان أشرف من الجان ، ويدل على ذلك أيضاً شعور الجن أنفسهم بنقصانهم ، وضعفهم أمام الناس ، يدل على ذلك أنهم كانوا إذا استعاذ الإنس بهم تعاظموا وترفعوا لما في استعاذة الإنسان بهم من تعظيمهم ، وإكبارهم وهم ليسوا كذلك فيزدادون طغياناً وكفراً ، وما يثبت ذلك قوله تعلى في سورة الجن: ( وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذونَ برجالٍ من الجن فزادوهم رهقاً ) ، ويشهد لذلك أيضاً أن الإنسان إذا توسل بهم ، أو بأسماء عظمائهم ، أو أقسم بأشرافهم أجابوه ، وقضوا حاجته ، كل ذلك شعور منهم بالضعف ، والحقارة أمام أبن آدم الكريم على الله تعالى إذا آمن بالله تعالى ، وعبده موحداً له في ربوبيته ، وعبادته ، وأسمائه ، وصفاته أما بدون ذلك فإن الإنسان كالجان ، وصالحوا الجان أفضل وأكرم من كفار بني آدم ومشركيهم .

9/ هل صالحوا الجن يدخلون الجنة ؟

قد سبق أن قررنا فيما سبق ، وبينا بوضوح أن الجن غير أولاد إبليس ، خلقوا لعبادة الله تعالى وطاعته ، شأنهم في ذلك شأن بني الإنسان ، وأن منهم الصالحون ، ومنهم دون ذلك ، وعليه فالصالحون منهم ، وهم أهل الإيمان والتقوى يدخلون الجنة ، وينعمون فيها إن هم ماتوا على الإيمان والتوحيد ، والتقوى والعمل الصالح ، والدليل على هذه الحقيقة العلمية عمومات قوله تعالى : ( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير ) ، فكلمة (من) من الألفاظ العموم فيدخل فيها كل من حقق الشرط الذي قرن بها من إنس وجن ، يتلقى جزاء ، وهو المغفرة ، والجنة كل من حقق الشرط من الأنس والجن ، كما في قوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان )، هنا أتت الآية في سياق ذكر الإنس والجن معاً.

10/ هل الجن يؤذون الناس؟

إن أذى الجن للأنس ثابت لا ينكر ، حيث ثبت ذلك بالدليل السمعي والحسي والعقل لا يحيله ، بل حفظ الإنسان لما نجا من الجن والشياطين أحد ، وذلك لعدم رؤية الإنسان لهم ، ولقدرتهم على الانتقال والتحول بسرعة ، ولكون أجسامهم من اللطافة بحيث لا نشعر بها ولا نحس ، ومن هنا كان مما لا شك فيه أن بعض الجن يؤذون بعض الناس ، وأما لكون الإنسان قد تعرض لهم بالأذى فآذاهم بصب ماء حار عليهم ، أو ببوله عليهم ، أو بنزوله في بعض منازلهم وهو لا يشعر ، فينتقمون ويؤذونه ، وأما لمجرد الظلم من بعضهم ، فيؤذون الإنسان بدون سبب كما يحدث ذلك بين الإنسان وأخيه الإنسان .

فائدة عظيمة:

ونختتم هنا بفائدة جليلة ، وهي أن التحصين من الشياطين ، والاحتراز منهم ممكن ، إذا استعمل المؤمن واحداً من سبعة أشياء وهي:
1/ الاستعاذة بالله تعالى ، لقوله عز وجل : ( وإما يَنَزَغَنّ** من الشيطان نَزغٌ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهب ذا عنه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ).
2/ قراءة المعوذتين : قل أعوذ برب الناس ، وقل أعوذ برب الفلق ، لحديث النسائي وغيره وهو حديث حسن الإسناد : ( يا ابن عباسٍ إلا أدلك أو ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون ؟ قال : بلى يا رسول الله . قال : قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس هاتين السورتين ).
3/ قراءة آية الكرسي ، لحديث أبي هريرة في صحيح : ( أن الشيطان لما ألقى أبو هريرة عليه القبض قال : أطلقني وأعلمك آية لا يقرؤها احد ويقربه شيطان أبدأً ، وقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله : ( صدق وهو كُذُوبٌ).
4/ قراءة سورة البقرة بكاملها ، لحديث مسلم وفيه : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة).
5/ ذكر لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مائة مرة ، فإن من فعلها كانت له عدل عشر رقاب ، وكتب له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشياطين يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ).
6/ ذكر الله تعالى ، لحديث الترمذي وفيه قال يحيى بن زكريا : ( وآمركم أن تذكروا الله تعالى فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في آثره سرعان حتى أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم ، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى).
7/ الوضوء عند الغضب ، فمن غضب فليتوضأ فإنه يعصم نفسه من الشيطان أن يحله على ارتكاب ما لا ينبغي ، أو مالا يحسن من قول أو فعل ، وذلك لحديث أبي داود : ( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ).

تسلمي اختي على الموضوع الرائع بارك الله فيك وجزاكي الجنة

الموضوع جعلني اشعر بالخوف قليلاً هههههههه

موضوع رائع وطارح اروع

عفواً اختي توتو
ايه الموضوع مخيف شويتين
كانه فلم مرعب
هههههه
وتسلميلي على مرورك الحلووو
^-^

سلاااام

هههههه فلم رعب ولا فلم هندي هههههه

تسلمي على المبادرة الرائعة منكي